دعاء ليلة الدخلة وما الذي يعنيه ولماذا ندعوا به؟
الدعاء في الإسلام عبادة محببة إلى اللله تعالى وقد حثنا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم على الدعاء وعلمنا العديد من الأدعية المستحبة لبعض الحوادث والأفعال ومنها دعاء ما فبل الجماع، فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم العديد من الأحاديث التي تتحدث عن دعاء ما قبل الجماع ولماذا ندعوا به.
وفيما يلي سنتحدث عن دعاء الجماع ومعناه والسبب الذي ندعوا به لأجله.
عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (لَوْ أَنَّ أَحَدَهُمْ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَأْتِيَ أَهْلَهُ قَالَ بِاسْمِ اللَّهِ اللَّهُمَّ جَنِّبْنَا الشَّيْطَانَ وَجَنِّبْ الشَّيْطَانَ مَا رَزَقْتَنَا، فَإِنَّهُ إِنْ يُقَدَّرْ بَيْنَهُمَا وَلَدٌ فِي ذَلِكَ لَمْ يَضُرَّهُ شَيْطَانٌ أَبَدًا).
وفي رواية للبخاري (3283) (لَمْ يَضُرَّهُ الشَّيْطَانُ وَلَمْ يُسَلَّطْ عَلَيْهِ).
وروايات الحديث تدل على أن هذا الذكر يقال عند الجماع، لا عند مجرد المداعبة.
واختلف في المراد بقوله: ( لَمْ يَضُرَّهُ شَيْطَانٌ أَبَدًا ) فقيل: المراد أنه يكون من الصالحين الذين لا سلطان للشيطان عليهم، وقيل: أي لا يصرعه الشيطان، أو لا يضله بالكفر، أو لا يشارك أباه فيه عند جماع أمه.
قال القاضي عياض رحمه الله :
"قيل المراد بـ(أنه لا يضره): أنه لا يصرعه شيطان. وقيل: لا يطعن فيه الشيطان عند ولادته، بخلاف غيره.
قال: ولم يحمله أحد على العموم في جميع الضرر والوسوسة والإغواء" انتهى .
نقله النووي في "شرح صحيح مسلم" (10/5).
وقال ابن دقيق العيد رحمه الله :
-
"وقوله عليه السلام: "لم يضره الشيطان" يحتمل أن يؤخذ عاما، يدخل تحته الضرر الديني، ويحتمل أن يؤخذ خاصا بالنسبة إلى الضرر البدني؛ بمعنى أن الشيطان لا يتخبطه، ولا يداخله بما يضر عقله أو بدنه، وهذا أقرب، وإن كان التخصيص على خلاف الأصل؛ لأنا إذا حملناه على العموم اقتضى ذلك: أن يكون الولد معصوماً عن المعاصي كلها ، وقد لا يتفق ذلك، أو يعز وجوده، ولا بد من وقوع ما أخبر عنه صلى الله عليه وسلم. أما إذا حملناه على أمر الضرر في العقل أو البدن: فلا يمتنع ذلك، ولا يدل دليل على وجود خلافه. والله أعلم" . انتهى. "إحكام الأحكام شرح عمدة الأحكام" (1/398) .
-
في هذا الحديث وعد لمن قال ذلك ورزق ولدا: أن الشيطان لا يضره، وليس في الحديث أن من نسي هذا الذكر أن الشيطان يضر ولده ولابد، أو أن الشيطان يكون له نصيب في ذلك الجماع ولا بد؛ وإنما ورد ذلك عن بعض السلف .
ولهذا ينبغي الحرص على هذا الدعاء والمواظبة عليه رجاء أن يحفظ الله الطفل من الشيطان .
اقرأي أيضا: محرمات الجماع.
الحكمة من تحريم اتيان النفساء.